قلعتي الشامخة
أسئل عنك أمواج البحر المتراشقة على الصخور
ببياض منتشر فوق التراكم تلوح به الرياح
بصوت تقوده الترددات من خارج الصور للتلال
ترافقها رشات سحاب ممطر تروي أزقة الجوار
من بعيد يسمع هديرها بين الأسوار والجدران
اهلك يمشون بين الدروب بسكينة وهدوء
لتقضي أغراضها بلاسواق وتسعى بتحيات وسلام
لا فرق بين الفقر والغنى ولا بين الانتماء والديانات
الكل يبتسم ويتصافح ويتلاحم ًويتعايش بتناسق
البيوت مفتوحة في وجه الأحباب مع الأطفال والجيران
الاحترام والوقار سائد بين الأفراد والقبائل
عقاريب الساعات دارت مع الرياح لتقلب الأحوال
كل شيء لم يعد كما كان فتغير نمط الحياة
لم أكن أتوقع أبدا إتلاف الموروث بهذا الضياع
لست ادري ما وقع لمدينة الأصالة من انحطاط
لا سكينة لا احترام لا وقار ولا حتى حسن جوار
لمن احكي ولمن اشكي همي لمن لا يعرف البرهان
لاتسمع الا كان وكان هناك وكنا وكانوا حين ذاك
من جيل الى الاجيال تنحط الأخلاق والأعراف
أين الشموخ وأين العزة ياقلعة الآباء والأجداد
العين تدمع والقلب يبكي والنفوس تتحسر
لما آلت اليه الأحوال وتبعثرت به تلك الأوراق
اما للبيت أهل ! اما للصويرة أسوار و أبواب
لتتسرب الرذيلة وترتفع الجريمة والقتل والفساد
الكل مسؤول والمسؤول اما غائب ام متنكر
اما للقلعة رجال تصون ماء الوجه المتعكر
كلما قادني الشوق والحنين سكبت دموعا
للزمان الزاهر المترسخ بين الذاكرة والخيال
هذه قلعتي هوت من الشموخ الى الانهيار
ابراهيم